الحوثيون يهددون السلام المنتظر في اليمن باجتياح “خبزة”
الوسطى اونلاين _ متابعات
في حين تتزايد المساعي الدولية إلى تمديد الهدنة الإنسانية لفتح ثغرة نحو السلام المستدام في اليمن، بدأت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران جبهة قتال جديدة بهجوم شامل لاجتياح بلدة “خبزة” في محافظة البيضاء وسط البلاد، التي تفرض عليها حصاراً خانقاً منذ أسبوع وسط مقاومة محدودة لأبناء القرية.
وقال عبدالعزيز أحمد، وهو من أهالي القرية، إن “ميليشيات الحوثي تواصل لليوم الثاني هجومها العنيف على قرية خبزة التابعة لمديرية القريشية شمال غربي البيضاء بهدف اجتياحها مستخدمة كل أنواع الأسلحة، ومنها المدافع والدبابات وصواريخ الكاتيوشا..
أسفر هذا الاجتياح عن مقتل عدد من المدنيين، وتدمير المنازل والمزارع وآبار مياه الشرب التابعة للأهالي البالغ عددهم نحو 1500 نسمة عقب ثمانية أيام من الحصار الخانق الذي تفرضه على المنطقة”.
ونتيجة لاستعار المواجهات أكد أحمد خلال حديثه إلى “اندبندنت عربية” أن الأهالي ومعظمهم من النساء والأطفال لجأوا إلى الجبال والكهوف والمرتفعات للاحتماء من القصف الحوثي العنيف الذي يستهدف قريتهم منذ الثلاثاء الـ 19 من يوليو (تموز) من دون توقف.
وتتبع قرية “خبزة” مديرية القريشية الواقعة ضمن مديريات رداع في البيضاء، إذ تعد قبائلها من أشد المناهضين تاريخياً لميليشيات الحوثي وانقلابها عام 2014.
حصار قاتل
وأوضح أحمد أن الحوثيين “برروا اجتياحهم القرية بالبحث عن قاتلي اثنين من مسلحيهم في ظروف غامضة في إحدى النقاط التابعة لهم الواقعة بمرتفعات الثعالب في رداع، وهو ما ينفيه الأهالي كونهم لا يعرفون المنفذين”.
وبعد إصرار الحوثيين على إلزام الأهالي بإحضار المطلوبين “حدث اشتباك نتج منه مقتل اثنين من العناصر الحوثية الذين ردوا بحشد قواتهم وقصف المنطقة بشكل عشوائي ومحاصرتها ومنع الدخول والخروج من وإلى القرية مما تسبب في مقتل طفلة نتيجة منع ذويها من إسعافها”..
مشيراً إلى أن القبائل ردت على الحصار والهجوم الحوثي بمحاولات كسره مما أسفر عن تدمير دوريتين وأسر عدد من العناصر الحوثية، فضلاً عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم.
وكانت منظمات حقوقية يمنية وثقت مقتل 129 مدنياً في المنطقة ذاتها منذ 2015 وحتى 2021 إلى جانب تدمير ونهب نحو 90 منزلاً إثر “هجمات عدوانية وغادرة نفذتها ميليشيات الحوثي المدعومة من نظام طهران”.
انتهاك صارخ
وفي أول رد فعل حكومي عبرت قيادة محافظة البيضاء عن “إدانتها الانتهاكات التي تمارسها الميليشيات الحوثية في منطقة خبزة التي تمثلت في حصارها وإقدامها، الثلاثاء الـ 19 من يوليو، على شن حرب ظالمة أسفرت عن مقتل وجرح عدد من المدنيين الأبرياء”.
وقالت قيادة محافظة البيضاء في بيان إن ميليشيات الحوثي ارتكبت انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي الإنساني التي تمثلت بمنع إسعاف الطفلة آية زيد صالح الصراري (13 سنة)، كما أن أبناء منطقة خبزة صاروا عرضة لعمليات القتل والإبادة الممنهجة من قبل ميليشيات الحوثي”.
وسبق وشنت الجماعة سلسلة من الهجمات على مدن وقرى تابعة لمحافظة البيضاء كان أبرزها اجتياحها الواسع لمناطق قبائل آل عواض في مديريتي ردمان والسوادية عقب معارك استمرت لأيام منتصف عام 2020.
تهديد السلام
البيان الحكومي قال إن “مثل هذه الجرائم التي تستهدف المدنيين تشكل تهديداً حقيقاً للسلام في ظل سريان الهدنة الأممية الهشة التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن”.
ودعا البيان إلى إدانة صريحة لجرائم الميليشيات الحوثية في محافظة البيضاء من قبل المبعوثين الأممي والأميركي إلى اليمن..
داعياً منظمة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني والوكالات الدولية إلى القيام بواجبهم في ممارسة الضغط على ميليشيات الحوثي لوقف الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين من أبناء محافظة البيضاء.
كما دانت وزارة حقوق الإنسان اليمنية اعتداء ميليشيات الحوثي الإرهابية على إحدى قرى مديرية القريشية بمحافظة البيضاء باستخدام مختلف أنواع الأسلحة وفرضها حصاراً خانقاً على أهاليها ومنع دخول المواد الغذائية وإسعاف المصابين.
وذكرت الوزارة وفقاً لوكالة سبأ أنه في حالة استمرار ميليشيات الحوثي في اجتياح القرية سيؤثر في استمرار الهدنة وينسف الجهود التي بذلها التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات والمجتمع الدولي والمبعوثين الأممي والأميركي.
وحذرت من كارثة إنسانية وقتل جماعي ينتظر أهالي خبزة مع حال الصلف والعدوان المستمر للحوثي بهدف التصفية العامة للأطفال والنساء والشيوخ العزل باقتحامهم للقرية”.
هدنة لا تدوم
إلى ذلك، تحدث المركز الإعلامي لمقاومة البيضاء عن فشل الحوثيين في اقتحام قرية خبزة، وأوضح أنه قد تم التوصل إلى هدنة بوساطة قبلية بين الأهالي وميليشيات الحوثي، لكن الأخيرة نكثت بالعهد ونقضته مما أدى إلى معارك عنيفة بين الطرفين.