أراء وكتاب وتغريدات

مدير عام فرع هيئة البحوث والإرشاد الزراعي متحدثاً عن الجفاف مديرية غيل باوزير

غيل باوزير(الوسطى اونلاين) حاوره:امجد الرامي


تشهد مديرية غيل باوزير جفافاً غير معهود ، جفاف انعكس سلباً على المديرية وغير من طبيعة المديرية الزراعية وضربها في أهم مورد وصفة تميزها خاصة بعد تشغيل مشروع مياه المكلا الكبرى في أكتوبر 1998م حيث تأثرت جميع الحوم وانخفض مستوياتها إلى أن جفت نهائياً في عام 2004م . ولتقصي هذه المشكلة ومعرفة أبعادها كان لنا هذا اللقاء الموجز مع المهندس أمجد احمد باقويقو مدير عام فرع هيئة البحوث والإرشاد الزراعي بإقليم الساحل الشرقي
هل يمكن أن نقول أن مشكلة الجفاف اصبحت واقعا يهدد مديرتي الغيل و كذلك المكلا ؟
– طبعا , وهناك عدة شواهد لها منها الانخفاض المستمر لمنسوب المياه في المديرية والذي نتج عنه جفاف الحوم والمعايين والآبار – انحسار الرقعة الزراعية بالمديرية – التغيير في التركيب المحصولي في المنطقة والقضاء على محصول النخيل
ما أسباب هذا الجفاف ؟
– أرى السبب الرئيسي هو عدم التوازن بين تغذية المخزون الجوفي من المياه وكميات المياه المستنزفة من هذا المخزون . ويرتبط به أسباب أخرى منها :
– تشغيل مشروع مياه المكلا الكبرى والذي ظهر ضرره جليا كما اسلفنا سابقا بعد تشغيله
– عدم وجود سدود في المنطقة لتغذية المخزون الجوفي
– بعض الممارسات الخاطئة التي اثرت على تغذية منطقة الحوم
– فترات الجفاف التي تمر بها المنطقة في الفترات السابقة وقلة سقوط الامطار
هل كان بالإمكان تلافي حدوث هذا الجفاف ؟
نعم لو كانت هناك اجراءات عاجلة عند بداية المشكلة كان ممكن احتوائها والتي يجب ان تصب معظمها في ايجاد وسائل لتغذية المخزون الجوفي ومن هذه الاجراءات :
– الإيقاف التدريجي للضخ من حقل النقعة كما أوصت به اللجنة الوزارية والبحث عن البديل ونؤكد حاليا على ضرورة تشغيل حقل الغليلة إذا هناك نوايا صادقة من قبل قيادة مؤسسة المياه لحل المشكلة
– إقامة السدود في الاودية المغذية وكذا القناة التحويلية لوادي جد
– البحث عن حقول اخرى لمياه المكلا في الوقت الحالي
– وضع استراتيجية واضحة لترشيد استخدام المياه الصالحة للشرب
الجفاف لايمكن أن يحدث دفعة واحدة لم كان الصمت سائدا طيلة هذه الفترة وتعالت الأصوات في هذا الوقت ؟
– ليس كما قلت من أن الصمت كان سائدا بل العكس حيث انه ومنذ ظهور المشكلة على السطح بعد تشغيل مشروع مياه المكلا الكبرى والذي تمثل في انخفاض منسوب الماء بمقدار 1سم في اليوم والذي ادى الى نضوب معيان شقيب تماما ومعيان الشجن ومنبع النقعة وحومة لشول ( السركال ) حيث بدأت المتابعات ونتج عنها بعض التعويضات للمزارعين وتزويدهم بالمياه وبعض المحركات, ونظم فرع هيئة البحوث والإرشاد الزراعي بإقليم الساحل الشرقي ندوة علمية في أكتوبر 1999 في المركز الثقافي بالغيل تحت عنوان ( مشكلة الجفاف انخفاض منسوب الماء الأرضي في ساحل حضرموت ) وتشكلت بعدها لجان لمتابعة المشكلة والتي أوصلتها إلى أعلى المستويات بالدولة في العاصمة صنعاء حيث رفعت الهيئة العامة للموارد المائية رسالة بتاريخ 17/12/2000 الى مجلس الوزراء نتج عنها تشكيل لجنة وزارية من قبل مجلس الوزراء لمعالجة المشكلة من جميع الهيئات والوزارات المعنية ورفعت اللجنة تقريرها الى مجلس الوزراء وقد اصدر مجلس الوزراء قراره رقم (رو 28/247) بتاريخ 17/1/2001 م والذي ينص ضمن فقرة الحلول العاجلة ان تبدا المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بمحافظة حضرموت منطقة الساحل خفض الضخ من حقل النقعة بشكل تدريجي لمدة 5 سنوات بمعدل 20 % سنويا واصدر مجلس الوزراء قراره رقم 11/4101 بتاريخ 12/11/2001 والذي يلزم وزارة الكهرباء والمياه بتنفيذ هذا القرار .
من خلال ما ذكرت مهندس أمجد يتضح أن ثمة معالجات حقيقية تمت ومن أعلى الجهات فلم لم نرى أثراً لهذه القرارات والمعالجات على أرض الواقع ؟
للأسف لم ينفذ هذا القرار من مؤسسة المياه ولم تلزمها السلطة المحلية بذلك بحجة عدم وجود البديل لحقل النقعة .
وهل توقفت الجهود والمطالبات من الجهات المعنية بعد تجميد كل هذه القرارات والمعالجات التي كانت على أعلى المستويات ؟
لا فقد تم عقد ورشة عمل في 31/5 – 1/6/2003 بالمديرية تحت عنوان الحفاظ على المياه وتطوير النشاط الزراعي بمديرية غيل باوزير وخرجت بجملة من التوصيات لمعالجة المشكلة واستمرت المتابعات واعتمد للمديرية إقامة سدين في وادي جد ووادي تحامين ضمن مشروع التنمية بساحل حضرموت والذي يشرف عليه مكتب الزراعة والري بالمحافظة إلا انه بسبب الظروف الحالية توقف المشروع , وكذا تبني مكتب الزراعة والري بالمحافظة وبالتنسيق مع مكتب التخطيط والتعاون الدولي بالمحافظة عقد لقاء تشاوري في المركز الثقافي بالغيل في 28/9/2017 م (( حول مشكلة الجفاف بمديرية غيل باوزير الواقع والمعالجات)) وخرجت بعدة توصيات مبنية على الندوة والورشة السابقتين وتم تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات وقد أعطت السلطة المحلية بالمديرية الصبغة الرسمية للجنة بإصدار قرارا بإنشاء لجنة معالجة مشكلة الجفاف برئاسة مدير عام المديرية بتاريخ 5/2/2018 وباشرت اللجنة أعمالها وعقد اجتماعاتها بشكل منتظم إلى نهاية 2019 لكنها للأسف توقفت . لهذا نلاحظ ان هذه المشكلة لم تهمل من قبل المختصين والمهتمين لكن تتوقف بعض الوقت بسبب التعنت من قبل قيادة المؤسسة في عدم التزامها بتطبيق القرارات السابقة وعدم جدية السلطة بالمحافظة في إلزام المؤسسة .
السؤال : ختاما ومن خلال كل ماسبق هل من مصفوفة معينة للمعالجات ممكنة التحقيق يمكن تبنيها وهل ستكون مجدية ؟
– كل التوصيات للمختصين والتي نزلت بها الندوات والورش واللقاءات وتقارير اللجان تؤكد امكانية معالجة المشكلة ونسال الله ان يعيد الوضع المائي للغيل كما سابق عهده ويرفع عنا هذا البلاء بالعودة إلى الله (( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ))

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى