أراء وكتاب وتغريدات

مقال لـ مـنى عبدالله.. المرأة الحضرمية رهينة التحديات والواقع الذي فرض عليها

الوسطى اونلاين – خاص

-عندما تجبرك الظروف:
ما أشبه الأمس باليوم إستيقظت فجرا لأبدأ رحلتي الى المكلا وفي الطريق شد إنتباهي الطرقات وما أدراك ما الطرقات على طول الخط الساحلي الدولى طرقات أرهقتها السيول وجار عليها الزمان لاتكاد تصلح لمرور عربه وليست سيارة طريق مليئ بالحفريات والمطبات وبقايا الجمال والغنم والرعاة بإستثاء طريق الريان والذي لازال يحافظ على جماله ورونقه أما مداخل المكلا فحدث ولا حرج لا يوجد أي إهتمام يذكر لإعادة ترميم تلك الطرقات بعد ما حطمتها السيول فدعونا من السيول سنتحدث عن الخور والمجاري التي تملأ أراضيه وهذا يعتبر أهمال من قبل السلطه المحليه وإتجاهلها لهذه البقة المهمة والتي تعتبر مرتعا ومتنفسا للزوار والسياح ومرور المركبات بأشكالها المختلفه فمتى سيتم الإصلاح والإعتناء بمظهر المدينه لتتألق وتتميز محافظة حضرموت

واصلت طريقي الى السوق للتسوق والتجول بين شوارعها حيث هناك الكثير من طالبي الرزق الذين يتخذون من الأرض كترويج لبيع بضائعهم من الرجال والنساء فالجميع خرج للبحث عن لقمة عيشه وعرض بضاعته ليبيع ماتيسر له وما لفت إنتباهي هن النساء الصابرات على حرارة الشمس وقسوة الأجواء وثبوثهن وإصرارهن على تحصيل ما يسد رمق هذه الحياة التي أصبحت بائسه جدا في نظر الكثير فمنهن من تبيع الخضار والأخريات تروج لبضاعتها المنزليه في هذه الشمس الحارقه للحصول على نصيب من الرزق ولو الفتات.

المرأة الحضرمية أصبحت تعي ما معنى الكفاح والصبر والمثابرة وتحمل المسؤولية في ظل تلك الظروف الضاربه والتي أرهقت البلاد والعباد معا فمثل هؤلاء النساء يجب أن تضرب لهن ألف تحية على الصبر وكسب رزقهن بالحلال فمنهن من تفترش الأرض تبيع البيدان المهم الجميع يبحث عن لقمة عيشة حتى شاهدت في طريقي عجوز تتوسد الأرض بميزان توزن به الماره بثمن بخس إصرارها على تحمل حرارة الإجواء للبحث عن زرق يسد رمقها لم يكن عائقا في طريقها بأن تخرج كل صباح وتبحث لتعيش على فتات من المال أعطيتها ماقسم الله وذهبت دون أن أزن وتابعت، لإكتشاف ورؤية ما أحدثه الزمن في نساء حضرموت اللاتي رفضن أن يمدن إيديهن للغير وفضلن العمل والبحث عن أرزاقهن بأنفسهن ومواجهة قسوة الحياة .

إنتهيت من قضاء حاجتي في التسوق واصلت طريقي وعند مستشفى البرج تحديدا وبالجانب الآخر وبجانب فرزة الباصات الداخلية حيث كنت متوجهه لفرزة الشحر للعوده الى منطقتي شرق حضرموت وجدت عالم آخر من النساء المتسولات من الجنسيه الصومالية والأفريقية اللاتي قانطات الأرض وينافسن الرجال في بيع القات والترويج لهذه النبته الخبيثه فهنا يكمن الفرق في من يبحث عن الرزق بالحلال ويرضى بالقليل وبين الجشع وكسب المال بالإحتيال.


ثم أقليت أحد الباص الذي سأتجه من خلاله الى فرزة الشحر وفي الباص جلست بجانبي إحدى النساء يبدوا عليها الإرهاق والتعب وكانت بيسطه ذو ثياب باليه ويبدوا أنها من اللاجئات الصوماليات من لهجتها وشكلها وبيدها ورقة لكشف طبي المهم بدأت تتحدث لسائق الباص وعن الأسعار الخياليه في المستشفيات والعيادات والتي أرهقت المواطن حيث قالت أنها لم تستطيع عمل إشاعة مخ لأبنتها التي ترقد بالعناية المركزه كنت أستمع للحديث ولازمت الصمت وصلنا الفرزه ودعيت لأبنتها بالشفاء العاجل فردت بآمين وخرجت.

كانت الساعة تقارب الخامسة عصرا فركبت السيارة مع بعض النساء الآتيات من محافظة لودر مع أولادهن وأزواجهن فكانت رحلة فيها نوع من المغامرة والتعب وصلنا مع المغرب فتوجهت مباشرة للفرزة التي ستقلني لمنطقتي وبالباص أيضا وجدت نساء من منطقتي يتحدثن عن غلاء الأسعار وشجع التجار السابع مساءا أنهيت رحلتي التي بدأتها فجرا.

إستخلصت من كل هذا بأن الناس أجناس وكلا لديه أفكارة ومعتقداته وعاداته وتقاليده وأن البشر لايتساوون أبدا في المجتمع فهناك الفقير والفقير المعدم فالمجتمع يضم طبقات من البشر ولكل منهم توجهاته المختلفه وأهدافه وكذلك القيم والمبادئ التي عاش وتربى وكافح من أجل البقاء عليها وأورثها للأجيال المتعاقبه فنحن نعيش في مجتمعات أشبه بالغابة فمن تعايش مع المتغيرات الطارئه سيتجاوز الصعاب ويحسن الإدارة وقت الأزمات ليعيش الواقع الذي فرض عليه ويتماشى معه مهما كانت المشقات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى