أراء وكتاب وتغريدات

مقال لـ أحمد القثمي.. الأمانة ثم الأمانة لاتضيعوها

الوسطى اونلاين – خاص

الله سبحان وتعالى عرض الأمانة على السموات والأرض فأبت أن تحملها ولكن الإنسان حملها وهي تختلف من مكان لآخر فمن أداء تلك المثقلة فقد حاز الاجر والثواب ومن فرط فيها فلا حول ولا قوة له ، وحياة الإنسان وتعامله مع العامة كلها أمانة بمجرد كلمة سر يسمعها من شخص فهي أمانة فلو خرجت للعلن فقد تسبب فتنة أو قطيعة فالزواج أمانة وتربية الأبناء أمانة والوظيفة أمانة وكثيرة هي الامانات في حياتنا .

بالامس إلتقيت بأحد الكوادر الطبية التي تعمل في مشفى حكومي جلسنا في لقاء ودي وأثناء العودة بدأ يسرد لي قصة محزنة جداً تخلى فيها ذلك الشخص عن معاني الإنسانية والرحمة ورمى بالأمانة عرض الحائط ، قال لي : اليوم أتت أمراة إلى المستشفى مريضة وعندما بدأت أسالها عن أسباب مابها أنفجرت تبكي وقالت : ثلاث أيام وانا مريضة وكلما تحدثت مع زوجي أن يذهب بي للمستشفى إلتزم الصمت وكأن الأمر لا يعنيه وإذا أتى وقت الغداء أكل وغادر البيت إلى سوق القات ويقضي وقته في مجلس القات إلى وقت العودة ليلاً وانتهت المرأة حديثها أن السبب الرئيسي لجلوسها هم أبنائها لاتريدهم أن يتربوا في تفرق وشتات ، أي قلب يحمل هذا الرجل وكيف راق له ضميره بأن يترك زوجته وهي الأمانة التي أخذها على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من بيت أهلها ، واي قلب تحمل هذه المرأة الصبورة التي أرتضت بأن تتحمل ظلم هذا الرجل لراحة أبنائها .

لقد فرط الكثير اليوم في أمانات كثيرة حتى صار المجتمع متفرق داخلياً والأسرة تكاد أن تفقد وظيفتها في التربية فالأب إذا أتى للبيت لايسأل عن الأبناء إلا من رحم ربي أين هم واين ذهبوا ومن أصدقائهم ، في زمن أزداد فيه الذئاب البشرية التي لايهدى لها بال إلا وتسبب الضرر والدمار في فلذات الأكباد بمجالس القات وتعاطى الشبو وغيره
ولن ينفع الندم حينئذ ، ثم تجد الأب إذا خرج المسجد للصلاة ترك الأبناء في سبات عميق لاسيما صلاة الفجر لأجل أن يرتاحوا ونسي أنه مسؤول عنهم أمام الله في ضياعهم للصلاة ، والطلاب أمانة في أعناق المعلمين والأمثلة كثيرة واللبيب من خاف ربه وقام بتأديه الامانة على أكمل وجه.

لقد فضَّل الكثير من أرباب الأسر اليوم شجرة القات وتعاطيها على ضروريات واحتياجات أسرته حتى أصبح غاش لرعيته وخائن للأمانة يهدر آلاف الريالات في تلك الشجرة الضارة ويقضي الأوقات في المجالس التي تعود عليه بالضرر لا بالفائدة وهم في حاجة ماسة للغذاء والدواء، والمخزي في الأمر هو الإقبال الكبير من شريحة الشباب تعاطي القات ومايخلفه من سلبيات على الأسرة والمجتمع والحديث لايتسع للخوض فيها فالشباب هم عماد المستقبل وبناه نهضة الأمة ومن يعول عليهم تحمل المسؤولية من بعد آبائهم نسأل الله السلامة والعافية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى