أراء وكتاب وتغريدات

مقال لـ نادر خريصان :مدرسة المشاغبين … ودور المعلمة في إصلاح تصرفات الطلاب

مقالي هذا الأسبوع عن هذا العنوان الذي شغل بالي كثيرا وهو عنوان لمسرحية مصرية كوميدية عرضت في السيتنيات أو السبعينيات من القرن العشرين الماضي آنذاك ، وتدور أحداثها عن شقاوة طلاب الثانوية الذكور مع مديرهم في المدرسة وكذلك مع المعلمين ، وعن نقل المدرسة أسمها (عفت ) إلى هذه المدرسة لغرض تدريس هؤلاء الطلاب .
ولاحظنا كيفية تعامل هؤلاء الطلاب المشاغبون مع معلمتهم داخل الصف وكيف استخدمت المعلمة أسلوب الضحك والطيبة معهم والتعامل مع عقلايتهم وسلوكياتهم غير الاخلاقية ، وكيف استطاعت في نهاية المطاف أن تسيطر عليهم عقب معاناة ومشقة ، وكيف أثبتت قوتها وجبروتها وحنكتها مع هؤلاء الطلاب ، علاوة على ذلك استطاعت أن تألف قلوبهم الذي لم يستطع مدير المدرسة بدوره على سيطرته وتأليف قلوبهم ، حيث استطاعت أيضا تغيير سلوكياتهم الخاطئة التي يتعاملون بها مع الآخرين إلى سلوكيات طيبة وأخلاقية .
ومن ناحية أخرى استطاعت المعلمة أن تثبت جدارتها وقدرتها أن تخلق من شخصياتهم أناس طيبين يقدرون العلم ويحترمون المعلم وبدورها تبني من شخصياتهم شخصيات متعلمة ومثقفة تستطيع أن تبني أنفسهم و تحسن مهاراتهم وقدراتهم .
ومن حديثي عن هذه المسرحية أنها تعرض وتوضح كيف أن هذه المعلمة استطاعت بصبرها وذكاءها أن تقوم بتغيير شامل بسلوكيات هؤلاء الطلاب المشاغبون الذين دائما يستخدمون أعمال تعسفية وغير أخلاقية مع إدارة المدرسةالمتمثلة بالمدير الأستاذ ( عبدالمعطي ) والتي جسدها الفنان الراحل حسن مصطفى ، وكيف استطاعوا الطلاب السيطرة على مدير المدرسة والتلفظ بألفاظ غير مؤدبة وخلقوا له أعمال تسيء احترام المدير والمعلمين .
أردت من خلال هذا المقال وهدفي هو أن أوضح للقراء الأعزاء بأن دور المعلم أو المعلمة هما المسؤولان الأول داخل حجرة الصف في عملية تربية الأجيال و تغيير سلوكياتهم وتصرفاتهم قبل عملية تدريسهم ، وبناء شخصياتهم وتطوير قدراتهم مهاراتهم .
هذه المسرحية التي نراها ونشاهدها تعرض أيام الأعياد من كل عام في مختلف القنوات الفضائية ، وفي الحقيقة أن هذه المسرحية لا تمل أبدا أثناء مشاهدتها كل مرة والسبب وجود كوكبة من النجوم المصرية الكوميدية أمثال الفنان عادل امام وسعيد صالح ويونس شلبي وغيرهم الذين أدوا أدوارا رئيسيا بين الضحك والمرح تارة وبين الشقاوة والمشاغبة تارة أخرى .
وأختتم مقالي هذا بأن دور المعلم يلعب دورا فعالا ورئيسيا في العملية التربوية والتعليمية بوجه الخصوص وفي مجتمعه المحيط به فهو مربي الأجيال تلو الأجيال ، وهو نبراس العلم والثقافة والمعرفة ، وهو شمعة تضيء دروب الطلاب والطالبات في العلم وتنور عقولهم وتبني شخصياتهم وتطور قدراتهم ومهاراتهم .
فهو يوصل رسالة عظيمة وجليلة للأجيال وهو يقوم بنفس الدور الذي يقومه الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين ، فلابد من أن يعطى هذا المعلم حقوقه ومطالبه المشروعة التي ينتظرها سنوات ماضية ، وهو على أمل على أن يحقق هذا المطالب والحقوق ، وأيضا للمعلم أن يقدر ويحترم عمله المقدس وواجباته وأدواره التي يؤديها بأكمل وجه ممكن من أجل تطوير العلم وتنوير عقول الأجيال القادمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى