مقال لـ أحمد سالم القثمي .. احمد مبارك ،،، القائد ووزير الدفاع
كرة القدم تلك اللعبة الجميلة والساحرة التي خطفت قلوب الناس ووضعت لها مكانة ونصيب من أوقاتهم ، ومع تطور العالم غدت اللعبة تختلف من بلد لآخر من حيث التنظيم والإقامة ؛ وفي كل عام تُظهر لنا مواهب وقدرات فمنها من يواصل السير نحو الامام ومنها من ينتهي في وقت قصير لأنها قائمة على أساس التواضع ومشاركة الزملاء داخل الملعب لا أن تنفرد وتحاول وتثبت بأنك من يقوم عليه الفريق أو يجلب الفوز بذاته؛ فاللعبة جماعية لا اقل ولا اكثر ومن اتخذ القرار الفردي في كرة القدم أصبح في نظر المتابعين والمختصين غير صالح للعب وسريع ماينتهي مشواره .
اليوم نتحدث عن شخص ليس مجرد لاعب كرة قدم بل هو قائد وصمام امان وضع له بصمة داخل الملعب وخارجه حتى صار رقماً صعباً وقدوة لمن سيأتي بعده ، أحمد مبارك القثمي قائد نادي دوعن وفريق التلال بلجرات هذا اللاعب الذي أظهر ولاءه للاخضر الدوعني ودافع عن ألوانه سنوات طويلة وفي مختلف البطولات والمسابقات ، لم يتردد ابوهيثم يوماً ما في الاعتذار عن حمل القميص الاخضر ولم يترك فرصة لاي شخص في ارتداء رقمه المنفصل 3 حتى مُنحت له شارة القيادة وعندما تشاهده في التشكيلة عليك أن تطمئن على خط الدفاع وترى سحره الذي ينثره في القطع للكرة ومنع الخصم من الاقتراب نحو المرمى .
لقد وضع الكابتن احمد مبارك محبته في قلوب الناس وكل من عرفه أو عاصره من زملاءه ، قدم عصارة جهده داخل مديرية دوعن وإن وجدت له فرصة في مديريات أخرى مع فرق فلا تكن إلا مؤقتاً ، ولعل فريقه الذي ترعرع فيه تلال لجرات هو مصدر فخره الأول صعد به إلى منصات التتويج وكتب اسمه بين كبار الفرق داخل وادي دوعن ، وقد يتسأل البعض هل هو من عائلة رياضية ؟ نقول لهم : نعم فقد سبق لإخوانه محمد وهيثم أن كانوا في وقت سابق نجوماً يضرب بهم المثل وتشهد عليهم ملاعب وفرق دوعن وصنعوا تاريخا طويلا لفريقهم ونادي دوعن ومازال الجميع يكن لهم التقدير والاحترام.
لقد اتخذ الكابتن احمد مبارك قراراً ووضع حداً لمسيرته وشمر ساعديه لمغادرة البلد نحو المملكة العربية السعودية في خطوة لتحسين وضعه المعيشي في بلد تقتل فيه المواهب ، بعد أن ترك لنا إرثاً كروياً وسجلاً مليئاً بالإنجازات والبطولات على الصعيد الفردي أو الجماعي ، بل وأكثر من ذلك المحبة التي زرعها في قلب كل عرفه أو لعب معه ،فكيف لنا أن نأتي بمن يشبه في صد الكرات العرضية أو الركنيات الخطرة فوداع مثل هولاء لايطاق وتعويض مكانته من الصعوبة بمكان أن يملاءها شخص آخر وإن وجد فلن يكون مثله أبداً .
لم يترك الغريمين تلال لجرات واحقاف بضه هذه الوداع أن يكون اعتيادياً بل اقاما مباراة تكريمية ووداعية لعب لكل فريق شوط وحظي بتكريم من الجانبين، فالتلال هو بوابة الظهور والمدرسة التي عرف منها أبجديات كرة القدم والأحقاف لرد الوفاء بعد أن انتقل إليه في الفترة الأخيرة ، فما اقسى لحظات الوداع لشخص أصبح جزء من نجاحك وصنع لك مجداً بين الناس تتغنى به عندما يذكروك .
كلمة وداع تتلعثم بها الألسنة وتدمع منها الأعين وترتجف لها القلوب فكيف إذا كانت لمثل هولاء فقد تدخلك في نوبة من البكاء والتفكير في الفراق غير أن هذا سنة الله في خلقه ، فكيف لنا أن نشاهد دوريات كرة القدم في دوعن دون أن نراك وخسرت الكرة الدوعنية نجماً وموهبة لن تتكرر ، فوداعاً كابتن احمد في رحلتك العملية وتيقن أن الجميع يدعو لك والتاريخ لن ينساك وإن ازيل من الأوراق فهو محفوظ في القلوب والعقول ودامت سالماً في حلك وترحالك …