مقال لـ أصيل السعيدي.. تصعيد حضرموت : النفط يتوقف والغضب يتصاعد
تشهد محافظة حضرموت، الغنية بالنفط، تصعيدًا متزايدًا من حلف قبائل حضرموت احتجاجًا على الأوضاع المعيشية القاسية، التي تشمل الجوع والفقر وانقطاع الكهرباء. منذ أكثر من أربعة أشهر، أنشأ الحلف معسكرات بالقرب من المواقع النفطية وأوقفوا نهب النفط، والضغط على الحكومة والتحالف العربي لتحسين الخدمات وتوفير احتياجات سكان حضرموت بشكل عادل.
أبناء حضرموت لا يواجهون فقط التحديات الاقتصادية، بل يواجهون أيضًا قيودًا على الحريات والقضية الأمنية الشديدة لقمع أي تحرك ينادي بالحقوق أو كرامة الإنسان الحضرمي ، وكان اسواء الممارسات منع الصيادين من مزاولة مهنة الاصطياد في البحر. لكن الصيادون كسروا حاجز الخوف، وأصروا على العودة إلى بحرهم لاستئناف عملهم.
قبائل حضرموت لها تاريخ طويل في الحروب والصراعات، حيث كانت دائمًا قوة رئيسية في الدفاع عن أرضهم، و استطاع حلف قبائل حضرموت ان يجمع القبائل الحضرمية لما يحفظ لحضرموت كرامتها والدفاع عنها وتمكين أبنائها من إدارة شؤونهم الأمنية والإدارية، قد حقق الحلف في هذا الميدان الشيء الكثير والملموس، وقيادته للتصعيد الحالي جاء بعد أن نفذ صبر الحضارم من التهميش والإقصاء ونهب ثرواتهم وغياب العدالة وعدم الإعتراف بمكوناتهم الحقيقية المتوافق عليها..
إن حضرموت تمر بمرحلة مفصلية في تاريخها وفي تطلعات أهلها وتحقيق إرادتهم الحرة والمشاركة في القرار، و أن يكونوا فاعلين و مؤثرين قولًا وفعلًا بإدارة شؤونهم وأعطائهم الحكم الذاتي في ظل هذه الظروف التي تجعل من حضرموت أنموذج يحتذى به ، ويبقى التساؤل هنا : هل ستستجيب الحكومة والتحالف لمطالب حضرموت وأهلها ، أم أن التصعيد هو خيار مفتوح لتحقيق الأهداف والمطالب.